مقالات

نحو الحرب الشاملة ام التسوية الشاملة ؟

منذ احداث ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ وتعيش منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها لبنان بالطبع حالة من الغليان فوق صفيح ساخن ، وهي اطول واخطر حرب تخوضها دويلة اسرائيل منذ انشائها عام ١٩٤٨ .

وحتى لا نبقى نعيش الوهم ، فالكيان المؤقت يخوض حربا وجودية (اما نبقى او لا نبقى ) ، لذلك هو يستعمل كل اوراق قوته الفتاكة معتمدا على دعم اورو-ريكي منقطع النظير سواء من مخازن السلاح التدميرية المفتوحة امامه وبالمجان ،  او بالدعم التكنولوجي والإستخباراتي والتجسسي الهائل .

الكيان الذي كان يظهر نفسه انه يقدس حياة الفرد اليهودي ، ففيما مضى كان يبادل الاف من الأسرى والمعتقلين العرب في سجونه بجثة اسرائيلي واحد ، بتنا نراه وقد غير المعادلة اذا اقترب عمليا من الغاء فكرة تبادل الأسرى الإسرائيليين لدى المق.اومة الفلسطينية في قطاع غزة والذين تم اسرهم على اثر عملية طوفان الأقصى مضحيا بهم فتركهم يلقون مصيرهم الواحد تلو الآخر متسترا بالتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في غزة وانه يعمل على انقاذهم وتحريرهم ، مع ان عمليات التفاوض لو كان يريدها لكانت اقصر الطرق للتخلص من النزيف و الخسائر اليومية التي يتكبدها الإحتلال …

اسرائيل التي تواجه عدة جبهات في آن واحد امتدادا من اليمن والعراق وسوريا ولبنان بدأت تعاني من جبهة داخلية تتمثل في عمليات استنزاف في الضفة الغربية وتظاهرات داخلية يومية لأهالي الأسرى الإسرائيليين ، اضافة الى ما يعانيه المستوطنون في الشمال والجنوب من ضغط النزوح من المستعمرات والتدهور الإقتصادي على كافة المستويات سواء اكانت زراعية او صناعية او تجارية او خدماتية ورغم كل ما تقدم لا زال الإسرائيلي ينتقي اهدافه بدقة ويُصَعِب التوصل الى حلول تؤدي ولو الى هدنة انسانية بسيطة ، فهو ارتكب جريمة في سوريا فقصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وهي بمثابة اراض ايرانية فوفق القانون الدولي اراضي القنصليات والسفارات هي اراض للدولة التي تشغلها ، وحين ظن العالم ان الكيان الإسرائيلي يرتعد من هذه العملية بادر الى عملية اخرى جديدة تعادل بقساوتها قصف القنصلية الإيرانية اذ ارتكب مجزرة بحق اولاد واحفاد رئيس المكتب السياسي في حركة حم.اس اسما.عيل ه.نية .واذ ما ثبت وعلى ما يبدو سيثبت ان اغتيال اللبناني محمد سرور الموضوع على لائحة عقوبات وملاحقة وزارة الخزانة الأمريكية في احدى الفلل في بيت ماري لن يتجاوز ايدي الموساد الإسرائيلي وما تقدم يثبت ان الإسرائيلي لازال متمسكا بصعوده الى قمة الشجرة وان الأمور الى مزيد من الصعوبات والتدهور ، ولا شك ان لعملية مقتل منسق حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان على ايدي عصابة سرقة سيارات من الجنسية السورية في بلاد جبيل اثره السلبي وتداعياته على الساحة اللبنانية بشكل عام خاصة لناحية تموضع واعادة تموضع النازحين السوريين اذ ما نفذت التهديدات والوعيد بترحيلهم من اماكن سكنهم وعملهم في المناطق الخاضعة لنفوذ حزبي القوات اللبنانية والكتائب . ويضاف اليها نتائج التحقيقات التي ستسفر عن عملية اغتيال محمد سرور الموضوع على لائحة عقوبات الخزانة الأمريكية في منطقة بيت مري واذ ما تمت بأيد الموساد الإسرائيلي مباشرة او بإيدي لبنانية…

الأيام القادمة ملبدة بالغيوم السوداء فهل سينفذ الصبر الإستراتيجي ويذهب بالبصر والبصيرة ام ان هناك تسوية تحبك خيوطها تحت الطاولة وكل فريق يجهز اوراقه ووثائقه وفي مقدمتها وثيقة بكركي التي يجري الإعداد لإعلانها فور انجازها ؟…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى