شهداؤنا عظماؤنا

كيف اغتالت اسرائيل القائد في حركة امل عبد الرضا سليمان عبد الرضا ( نقلا عن الإعلام العبري )

بعد 24 عاما على اغتياله بتاريخ ١٢ أيار ١٩٩٤ وبعد ان تعدد الروايات حول استشهاده وباتت تلاك قصته في بزار التخمينات تارة كان يلهو بقنبلة وانفجرت به , وتارة اغتاله احد التنظيمات اللبنانية وحتى الفلسطينية حتى كادت ان تضيع قضيته و تطمس مع انه كان مناضلا من الصف الأول ومقاوما مقداما , وان كان منظما في حركة أمل الا ان علاقته مع باقي التنظيمات المقاومة سواء اكانت لبنانية او فلسطينية ترقى الى مستوى رفيع لا يمكن لأحد ان يشكك بها .

الأم التي لطالمت سكبت دموعا حرة على وجنتيها لإستشهاد ابنها كانت الشائعات تكوي قلبها اكثر , فهي تعرف ابنها وتعرف من ربت وكيف ربت ولكن قلبها كان مطمئنا الى ان ابنها قضى شهيدا …

بقيت القضية مطموسة الى ان افصح عنها الإعلام العبري وكشف الحقيقة وكشف على اي متسوى تم التخطيط لعملية الإغتيال واي مستوى سياسي في الكيان المؤقت صادق على تنفيذها …

نحن في موقع قلم حر كنا قد اثرنا القضية سابقا ولكن اليوم نعيد نشر تفاصيلها  حرفا حرفا نقلا عن الإعلام الصهيوني وعلى اجزاء ولكن قبل ان نبدأ بنشر الرواية الإسرائيلية لا بد ان نلفت النظر الى ان كلمات ( شييطت 13 وامان والشاباك هي منظمات امنية استخباراتية اسرائيلية ) اقتضى التوضيح  …

الجزء الأول 

اسرائيل اليوم : يؤاف ليمور .

ايار 94 قوه كوماندوس بحريه تصل الى السواحل اللبنانيه

الهدف سليمان عبد الرضا ناشط ارهابي رئيسي من حركه امل

الخطه زرع عبوات متفجره بحائط البيت الذي من جهته الثانيه يناب المخرب في سريره

اسم العمليه : جهد مشترك

عائله سليمان عبد الرضا لم تعرف حتى اليوم كيف مات بالضبط في تلك الليله المظلمه من ايار 94 ثمة شبهات بالتأكيد , لكنها حتى الان كانت تنقصها حقائق .. التحقيق الذي اجرته الشرطه اللبنانيه لم يسفر عن اي شيء كل ما كان معروفا هو ان عبوات انفجرت على الحائط المحاذي للسرير الذي كان ينام فيه رضا وقتل في مكانه.

رضا هو ارجوحه لبنانيه فهو رسميا كان ناشطا في أمل , لكنه عمليا عمل مع الجميع ((زاني الارهاب)) هو اللقب الذي اطلقوه في اسرائيل على الشاب ذي الشعر الاحمر, الذي بعمر 20 عاما ونيف, تحول الى مركز اشكالي للفوضى , لم يكن لديه الكثير من المحبين .. من بيته المتواجد في قريه العامريه جنوبي صور , في الجزء الجنوبي من القطاع الساحل اللبناني ادار عمليه فرديه للارهاب . في مخزن مجاور لبيته خزن وسائل قتاليه ومواد متفجره زود بها مختلف المنظمات من اجل استهداف جنود الجيش الاسرائيلي.

عندما سيطرت اسرائيل على الحزام الامني في جنوب لبنان لكنها وسعت عملها ايضا في شماله وبحثت عن سبل لضرب المنظمات الارهابيه ونشاطها العملياتي حزب الله لم يكن حتى ذلك الوقت صاحب البيت الحصري, هو كان يقاتل من اجل مكانته في التسلسل الهرمي للارهاب اللبناني ,ورأى ايضا منظمات اخرى تلاحق اذيال اسرائيل أمل ومنظمه احمد جبريل كانتا الأبرز .

قاده الجيش الاسرائيلي ادركوا انه يجب فعل كل شيء من اجل تقليص الإصابات نتيجه المكوث في الحزام الامني. الطرق التي تم اختيارها كانت الخروج من حاله اللا_تغيير المتمثله بالجلوس في المواقع والمبادره قدر الامكان الى نشاط عملياتي يتجاوز الحدود الشماليه للحزام الامني (الخط الاحمر) ويضرب المخربين في قواعدهم وفي بيوتهم.

ايتسيك مردخاي قائد قياده المنطقه الشماليه في تلك الفتره عرف القدرات الهجوميه لدى الشييطت ١٣ ايام خدمته في المنطقه الوسطى حينها شاركت الوحده بنشاطات ضد بنى الإرهاب التحتيه التي تشكلت خلال الانتفاضه الاولى وارسلها الى عدد ليس بقليل من العمليات البريه خلف الخط الأحمر.

الهجمات انطلاقا من البحر كانت مسأله اخرى وفي الشييطت بحثوا بشكل مكثف عن اهداف تتيح لهم تجسيد تميزهم الكبير بين مجيء ذهاب عبر البحر ونشاط بري ,  اهم الهجمات انطلاقا من البحر تمت حينها في منطقه طرابلس لكن الشييطت بحثت عن فرص اضافيه..

هذا البحث ابرز ايضا اسم رضا فهو كان قد تم التأشير اليه كمصدر ازمات بالنسبه لاسرائيل ,  للبنان , لعناصر الامم المتحده من فيجي الذين كانوا يخدمون في المنطقه في ذلك الوقت , كذلك المنظمات الارهابيه التي عمل معها لكن بالنسبه لاسرائيل هو كان عامل قلق حقيقي

عدم المس بالنساء في المنزل

يتحدث المقدم بالاحتياط افيف الذي كان حينها رئيس قسم الاستخبارات للعمليات في سلاح البحر وبعدها بقليل ضابط الاستخبارات لدى الشيطت 13 حيث يقول في العام 1993 العمل على عمليه (جهد مشترك) ويضاف لا يشبه العالم الاستخباري العملياتي الحالي حيث كل شيء منظم ومعروف مع دمج واضح بين الاستخبارات وتشكيلات مسؤوله عن كل مجال ,  كان علينا العمل بمفردنا تقريبا وانجاز كل شيء بانفسنا من اللا شيء.

افيف قدم اسم رضا للحصول على تصديق من قائده اللواء عامي ايلون قائد سلاح البحر والعقيد اليعيزر (تشيني ) ماروم الذي كان حينها رئيس قسم استخبارات العمليات في حوض الاستخبارات , وبعدها اصبح قائد السلاح . وبعد حصوله على تصديق للعمليه التي حازت على اسم ( جهد مشترك ) بدأت عمليه الجمع ,  جزء من العمليه الجمع الحربي تم انطلاقا من الموقع الذي سيطر عليه الجيش الاسرائيلي في قريه البياضه في الجانب الغربي للحزام الامني ,نقاط الرصد  تابعه للمنطقه ومن يعمل فيها ,  والجزء الآخر تم من البحر , قطع بحريه نفذت نشاط امن جاري في القطاع تم توجيهها لالتقاط صور للساحل ومحيطه.

المعلومات التي تم جمعها لم تكن كامله ولم يكن من الممكن الإعتماد عليها لتنفيذ العمليه , كانت الحاجه واضحه لمعلومات مكمله.. تشيني وافيف ذهبا الى المطله من اجل لقاء المسؤول عن نشاط الشابك في جنوب لبنان , وفي موازاة استمرار مراقبه رضا تم التصديق على اغتياله , ووفقا للإجراء فان اغتيالا من هذا النوع يتطلب تصديقا معقدا ليس فقط داخل الوحده والسلاح بل ايضا في هيئه اعلى . في البدايه تصدق عليه لجنه رؤساء المصالح التي تضم رؤساء امان الموساد والشابك والى جانبهم السكرتير العسكري لرئيس الحكومه الذي يجلس في اللجنه كمراقب وبعد ذلك يتم نقل الموضوع للمصادقه لدى وزير الدفاع ورئيس الحكومه (وفي ذلك الوقت كان رابين يشغل المنصب ) هذان الاخيران يصادقان مجددا على العمليه عشيه التنفيذ خصوصا من اجل التاكد من عدم وجود خطر تعقيد عسكري او سياسي.

تشيني وافيف يتذكران عملا مكثفا مقابل الشباك حيث يقول افيف لقد جلبوا معلومات ناجحه جدا عن اي أمر أردناه ويضيف مثلا : من يتجول في القريه او حول المنزل وكذلك معلومات عن المنطقه , ما هي سفن الحراسه اللبنانيه الموجوده في المنطقه, ما هي نقاط الرصد . .. وبالطبع نقلوا لنا تقارير عن رضا كيف يبدو بدقه وكيف يتصرف ومن اصدقائه…

المعلومات الاستخباريه كانت جيده جدا وعلى اساسها بنت الشييطت للمرة الاولى نموذجا الكترونيا للهدف  , الاستخبارات اجادت بدقه وصف كيفيه بناء المنزل الى حد التفاصيل الصغيره جدا..

المنزل نفسه كان بسيطا طابقا ,  400 م عن الساحل , عرفنا ان رضا  ينام في غرفه مع شقيقه بسريرين منفصلين وكلاهما مسلح , في الغرفه المجاوره هناك شقيقتان وهما ايضا مسلحتان . وفي غرفه ثالثه الام والخالة وبقيه المنزل يتالف من مطبخ فيه مخرج خلفي الى بستان…

وعلى اساس هذه المعلومات بداوا في الشييطت الاعداد للعمليه , في هذه المرحله كانت هناك فقط افكار ولم يكن قد تم حتى الآن بلوره اسلوب عمل خاص , احدى الأفكار التي طرحت اختطاف رضا لكن تقرر ان المعلومات التي بحوزته ليست ذات قيمه كبيره ولا تبرر المخاطره باختطافه وفكره اخرى كانت تنص على الدخول الى المنزل وقتله بنيران دقيقه وفي الشييطت فضلوا هذه الخطه التي كانت نتيجتها واضحه لكن ايلون رفض لقد اقلقته مسأله حصول ضرر محتمل بابرياء في المنزل خصوصا النساء وامكانيه التعقيد في عمليه من هذا النوع.

في غضون ذلك القصه تعقدت تقرر في الجيش لسبب لم يتم توضيحه حتى اليوم سحب العمليه من الشييطت ونقلها الى وحده استطلاع المظليين , الشائعه قالت ان المظليين تكبدوا الكثير من الخسائر في لبنان ورؤساء الجيش ارادوا اعطائهم عمليات تعزز ثقتهم بأنفسهم.

في سلاح البحر حاولوا تغيير الأمر الصعب او على الاقل اقتراح عمليه مشتركه لكن الرد كان سلبيا. افيف التقى ضابط الاستخبارات في وحدة استطلاع المظليين وبيد مرتجفه نقل له ملف الاستخبارات التي تم جمعها , ويقول كان الامر محبطا جدا عمليتنا كل ما عملنا عليه انتقلت كليا الى المظليين نحن بقينا في الخارج…

يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى