لماذا لم تتصد الم.ق.ا.و.مة الفلسطينية لإقتحام مستشفى الشفاء ؟

لا شك ان الإنتصار لا يمكن ان يكون فقط بالبندقية انما لتحقيقه اوجه كثيرة ومن ضمنها الإنتصار السياسي والإنتصار الإعلامي , وكما هناك افخاخ عسكرية كذلك هناك افخاخ سياسية واعلامية , وما نصبته المقاومة الفلسطينية للقوات الإسرائيلية من افخاخ خلال هذا اليوم سنرى تداعيته تبدأ عما قريب وتكبر ككرة الثلج بحيث تتعرى اسرائيل من انسانيتها التي تدعيها ومن ديمقراطيها المزيفة …
تساءل البعض عن كيفية وصول القوات الإسرائيلية الى مستشفى الشفاء مع الساعات الأولى من هذا اليوم , فالبعض اصابه الإحباط واليأس , والبعض لم يعر الموضوع اهمية …اما من الجانب الآخر فقد بدى قادة العدو مزهوين بما اعتبروه انجازا وهو وصولهم الى المستشفى بقرار سياسي من حكومة نتنياهو وبتغطية دولية من الإدارة الأمريكية التي يتزعمها جو بايدن , وبلغ من زهو هؤلاء القادة ان اعتبروا في الساعات الأولى انهم انتصروا على حركة الم.قاو.مة الفلسطينية ودعوها لإعلان الإستسلام ..
وصلوا الى المستشفى واقتحموها تحت انظار كل العالم وتبين بوضوح تام كذب ما ادعاه قادة اسرائيل فالمستشفى لا تحتضن بين جدرانها الا حوالي 70 الف نازح فلسطيني والكثير من الجرحى والمصابين والمرضى والأطفال الخدج والمئات من جثث الموتى المكدسة المتحللة والتي يصعب دفنها نتجية العدوان وهمجيته , ولم يعثروا في هذه المستشفى لا في اقسامها ولا في ارضها ولا في سمائها على اثر للاسرى الإسرائيليين ولم يعثروا على انفاق للم_قاو_مة ولا غرف عمليات …
هنا يسأل البعض لماذا الم_قاو_مة الفلسطينية لم تق_اوم اقتحام المستشفى ؟
والجواب ان الم_قاو_مة تعي ان القادة الصهاينة النازيين لن يهتموا لحياة النازحين الذين يقدر عددهم بحوالي 70 الف نازح اضافة الى المرضى والمصابين في المستشفى وسيكونون عرضة لمجزرة دموية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا من قبل …
اضافة الى ذلك اردات الم.قاو.مة ان تكشف زيف ما يدعيه الإحتلال من استعمالها المدنيين كدروع بشرية , واستعمال المستشفى كغرفة عمليات يتحصن فيها رجال الم.قاو.مة وقادتها امام شعوب العالم , فالشعوب بدأت تستفيق رويدا رويدا من المخدر الذي زرعته الصهيونية في عقولها وتفكيرها , فعلى سبيل المثال في امريكا الراعية للإرهاب الإسرائيلي ارتفعت نسبة المعارضين لإستمرار الحرب الى 67 % وهذا الأمر يشكل خطرا على مستقبل الإرهابي جو بايدن .
لقد بدا جيش الاحتلال وكأنه يبحث عن صورة نصرٍ يقدمها للكابينت المتخبط داخليًا وللمجتمع الاستيطاني المنهار معنويًا، لكن الجيش الخائب ازداد خيبة و الغريب في مسرحيتهم ان اكثر سلاح تم استخدامة من قبل الم.قاو.مة هي قذائف الياسين 105″ ولا توجد حتى قذيفه واحده في ما نشروه عن اسلحة ادعوا عثورهم عليها والسبب انهم لايمتلكونها حتى يعرضوها ضمن مسرحيتهم
النتيجة التي حصدها قادة جيش الإحتلال من اقتحام مستشفى الشفاء محبطة ومخيبة لآماله , وسيكتشف انه لم يحقق الا الفشل وسيرضخ في نهاية المطاف للتفاوض ولشروط الم.قاو.مة , ولو قدر له ان يصل الى طرف خيط لمكان وجود اسراه فمن يضمن له ان سيستلمهم احياء ؟
الكيان الصهيوني وقادته يتخبطون كل يوم ويزيدون توغلا بالدم الفلسطيني وسيغرقون اكثر فأكثر , ومصير الكيان على المحك والخلافات السياسية الحادة في المجتمع الإسرائيلي ستعود بشدة اكبر وحتما الإحتلال الى زوال , وبسبب ما يرتكب من مجازر لن يكون للإسرائيليين مكان آمن في العالم .