روى لي احد المهتمين بتدبير شؤون النازحين اللبنانيين من قرى الخطوط الأمامية انه اشفق لحال احدهم فطلب منه الإنتقال الى قرية مجاورة وترك مدارس الإيواء , فأجابه هذا النازح : هل يؤمنون لي الطعام هناك ؟ .. فأجابه : بالمبدأ ممكن ولكن لا يضمن له ذلك , فأجابه النازح : خليني بالمدرسة , اقله الطعام مؤمن بعض الشيئ , نحن خرجنا من بيوتنا ولا نملك ثمن الطعام , وكنا بحاجة لجني محصول الزيتون ولتسليم التبغ الى الريجي !…
وروى لي شخص آخر من المهتمين بتدبير شؤون النازحين ان مشكلة كبيرة وقعوا فيها اذ ان بعض المقيمين في المنطقة والذين لا يزورون قراهم الا في المناسبات طمعوا و حاولوا استغلال الوضع فطالبوا بعلب حليب !…
بصمت عمل ناصيف سقلاوي مدير عام الريجي ودون ضجيج وبإيعاز من دولة الرئيس نبيه بري وجه موظفي الريجي باستلام محصول التبغ , والثمن بالدولار الأمريكي اورفع سعر الكيلو اكثر من العام الماضي , واهالي القرى التي تتعرض للقصف لم يترك محاصيلهم بل عمل كل جهده واجرى اتصالات مع قيادة الجيش واليونيفل ليتمكنوا من اخراج المحاصيل وتسليمها الى الريجي …ولكن تعذر ذلك بسبب صعوبة ومخاطر الوضع وتعرض المنطقة للقصف الصهيوني بشكل يومي , وبقي اقل من 100 مزارع في بعض القرى مثل عيتا الشعب والضهيرة ومروحين ويارين ورامية لم يتمكنوا من التسليم …
ما الحل امام هذه المعضلة ؟
ابقى المدير العام للريجية الباب مفتوحا امام هؤلاء المزارعين وسيتم تسلم محاصيلهم مهما كانت النوعية والكمية فور توفر الظروف الأمنية المساعدة …
صورة واحدة التقطت لناصيف سقلاوي بين المزارعين وحدها تنقل فرحة قلوبهم المرتسمة على وجوههم عندما اتاهم زائرا متفقدا لأحوالهم …
هذا هو نبيه بري … هذا هو ناصيف سقلاوي …ونقظة على السطر .
