أخبار الجنوب

النازحون الجنوبيون المنسيون دمعة وابتسامة والجمعيات الفاشلة

لعله اصعب ما يكون في هذا العالم ان تكون وحدك نازحا لاجئت في وطنك بينما من هم على مسافة حجر من مسقط رأسك ينعمون بالحياة او اقله بحياة شبه طبيعية …

نحن لبنانيون نازحون عن ديارنا في قرى المواجهة للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة نتيجة العدوان الإسرائيلي  والدولة غائبة لا تسأل عنا وكأننا مواطنون من الدرجة الخامسة عشر ! …

قرب اتحاد بلديات صور لا زال ما بين 80 و 100 نازح يقيمون في المدرسة بعد ان تم توزيع الكثير من العائلات على مدارس مختلفة في صور وقضائها …

الحاجة ندى ابو ساري 78 عاما من بلدة الظهيرة تجلس الى جانب جدار تأخذ قسطا من اشعة الشمس بعد ان حبست في غرفة داخل المدرسة لعدة ايام بسبب المطر , سلمنا عليها فرحبت بنا وكأنها تجلس في بيتها : تفضل يا ابني اجلس على هل حجر ريح حالك !.

انا ارملة نازحة من بلدة الظهيرة منذ 4 اشهر , كنت في قريتي اعمل في زراعة التبغ والزيتون وكانت المحاصيل وفيرة وابيع ما اجنيه بعد  احتفاظي بمونة المنزل وما ادخره اصرفه على نفسي بشراء الدواء والطعام حتى يأتي الموسم التالي ولكن هذا العام لم نقطف الزيتون ولم نحصل على الزيت وارزاقنا راحت والزرق على الله …

انا اعاني من عدة امراض وبحاجة لأدوية ضغط وشرايين القلب واعاني من الم حاد في المفاصل ولا يمكنني الذهاب الى الطبيب ولا حتى شراء الدواء وخليها على الله .

واضافت ندى ابو ساري اقيم في هذا المكان مع ابنتي ولدي اولاد آخرين منهم ابني امين سويد وهو نازح الى المدرسة الوطنية واجرى عملية للورك ويقيم معه زوجته وطفلتيه ووضعه المادي معدم ولا يستطيع ان ينفق على نفسه او على عائلته ( يا ريت حدا بيساعدو بشوية مصاري حتى يقدر يشتري الدوا ) …

واضافت ابو ساري : والله يا ابني عادة نحن نزرع ارضنا ونأكل مما نزرع وحاليا كما ترى حالنا فلو عدنا يوم غد الى ديارنا فلن نجد ما نأكله , فما كنا قد ادخرناه صرفناه ولم يتبق معنا شيئ (  تسند رأسها  على عصاها التي تتوكأ عليها وتبكي ) …على الله يا ابني …

لينا علي حنين من بلدة الظهيرة 31 عاما تعيش في المدرسة مع شقيقتها فهي عزباء ووالدها متوفي وفي قريتها كانت تعمل في قطاف الزيتون وشك الدخان  وزراعة الأرض وعلمت ان منزلها قد دمر ولم يتبق منه شيئ .

لينا تعاني من الم في اسنانها لا يطاق , وقد نفذ ما كانت ادخرته من مال ولم يتبق معا قرش واحد لذلك اضطرت للإستدانة من احد معارفها لتتلقى العلاج , وتتمنى لو ان طبيبا لديه انسانية يشعر بوضعها ويعالجها بدون مقابل .

منال محمد عيسى من بلدة بليدا لديها صبية من ذوي الإحتياجات الخاصة تدعى آية , زوجها عامل يومي ويعمل في رعاية قطيع من المواشي , واحيانا يعمل اي عمل متوفر , تقيم في صور منذ 4 اشهر وهي تعاني من عدم تأمين احتياجات ابنتها آية , آية الصبية المهضومة تريد الحصول على كتاب ( اي كتاب  ليس مهما , وبعضا من الدفاتر وأقلام التلوين …

فرح السيد ام حسين من بلدة بيت ليف زوجها عامل في زراعة الأرض والدخان , لديها 5 اطفال , احدهم مريض اخذته اليوم الى الطبيب الذي لم يشعر بحالتها بل اخذ (( فحصية )) 500 الف ليرة كانت هي اخر ما تبقى معها , ولكنها لم تتمكن من شراء الدواء له .

اما كيف يقضي النازحون اوقاتهم : فهو يقتصر على التنقل ما بين الغرفة والباحة الخارجية وبالعكس منذ 4 شهور , وينتظرون الطعام على وجبات ترسل اليهم بشكل يومي .

وعما اذ كانت تزورهم جمعيات المجتمع المدني فنفوا ذلك تفيا اكيدا ان لا احد من الجمعيات تفقدهم او سأل عنهم الا نادرا …

ولكن اغلب من يأتي لتفقدهم يلتقط معهم الصور ثم يغادر بعد ان يغدق عليهم الوعود التي لا ينفذ منها شيئا …

ملاحظة ( لم نتمكن من مغادرة المكان دون ان نؤمن للصبية آية ما طلبته من قرطاسية فهي اكثر من آلمتنا وعندما جققنا رغبتها كانت فرحتها اكبر من ان توصف  ) …

ثم غادرنا وفي القلب غصة وفي العين دمعة , وثيابنا فهي الكثير من رائحة التهجير البغيضة التي تزكم الأنوف …

رحماك ربي بعبادك الصابرين , اما الكاذبين ممن يدعون الإنسانية  فلا ترحمهم ابدا …

تقرير موقع قلم حر

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى