فنون وحرفيات

نبذة تاريخية عن اضخم المسلسلات الرمضانية (الحشاشين )

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق موسم رمضان 2024، الذي يشهد وجبة فنية دسّمة على المائدة الرمضانية، تُزينها العديد من الأعمال الدرامية، من بينها مسلسل الحشاشين، الذي يتناول قصة أخطر جماعة دموية عبر التاريخ، واستمرت عملياتها الاغتيالية على مدار قرنين من الزمان، ونستعرض أبزر المعلومات عن تلك الجماعة في التقرير التالي قبل انطلاق عرضه.

مستوحى من أحداث حقيقية بالتاريخ، وهو من تأليف الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، الذي يٌعرف بالنص المميز ويعلم جيدًا مفاتيح تحويل القصة لعمل درامي بأحداث مشوقة بأحداث متسلسة.

– يقدم بطولة المسلسل الفنان كريم عبد العزيز  الذي يحظى بجماهيرية كبيرة وقاعدة شعبية بالوطن العربي، إذ يقدم لأول مرة في تاريخه دور شخصية شريرة.

– جرى تخصيص أضخم ميزانية لعمل فني لمسلسل الحشاشين، إذ جرى تصويره في ثلاث قارات وهي إفريقيا وأوروبا وآسيا، إذ اهتم المخرج بيتر ميمي وشركة سينرجي المنتجة للعمل بتوفير كل التجهيزات وبأعلى مستوى من خلال الديكوارت وبناء القصور والقلاع بتوقيع مهندس الديكور احمد فايز .

– يتضمن المسلسل العديد من مشاهد الأكشن والحركة والحروب، لذلك جرى تصنيع آلاف القطع من الأسلحة في منطقة خان الخليلي والغورية ومصر القديمة وبأياد مصرية من العمال والمتخصصين.

– استعان صناع العمل بفريق معارك المسلسل العالمي Game of Thrones إلى جانب فرق مصرية، من أجل تنفيذ مشاهد الحركة والمعارك.

– ينتمي المسلسل لحقبة تاريخية قبل 1000 عام، لذا جرى تصميم ملابس خاصة للعمل والاستعانة بالخامات اللازمة لتصنيعها من كازخستان وتركيا وإيطاليا.

– تسجيل الموسيقى التصويرية للمسلسل في عدة دول حول العالم وهي فرنسا وألمانيا وتركيا.

أبطال مسلسل الحشاشين

مسلسل الحشاشين بطولة عدد كبير من الفنانين، من بينهم الفنان كريم عبد العزيز، فتحي عبد الوهاب، سوزان نجم الدين، إسلام جمال، محمد سليمان، عمر الشناوي، نور إيهاب ونيقولا معوض.

يتناول مسلسل “الحشاشين”، الذي ينتمى إلى نوعية الأعمال الدرامية التاريخية، قصص طائفة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح في القرن الحادي عشر، إذ ينضم حسن الصباح إلى المذهب الإسماعيلي منذ أن كان عمره 17 عامًا.

ثم يسافر الصباح إلى مصر ويظل بها 3 سنوات خلالها يتنقل بين القاهرة والإسكندرية، ويحدث خلاف بينه وبين أمير الجيوش بدر الدين، الذي يقوم بسجنه ثم طرده على ظهر سفينة كانت في طريقها إلى شمال أفريقيا.

وهي في طريقها، تغرق السفينة وينجو منها الصباح، ويسافر إلى أصفهان في إيران، واختار لنفسه مكانًا حصينًا حتى يكون بعيدا عن أعين أعدائه، إذ يعيش في قلعة يطلق عليها “قلعة الموت” ترتفع عن سطح الأرض بنحو 6000 قدم، والطريق إليها منحدر وصعب الوصول له.

ويعد اسم حسن الصباح، والملقب بـ”شيخ الجبل” واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، وينسب له تأسيس ما يعرف بـ”الدعوة الجديدة” أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الحشاشين حسب التسمية الأوروبية.

وفي عام 471 هـ/1078م، ذهب إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس، واحتل قلعة الموت لتكون قلعته الحصينة ومقر حكمه.

– بقي الصباح في القلعة بقية حياته ولم يخرج منها لمدة 35 سنة حتى وفاته عام 518 هـ /1124م، وكان يقضي وقته في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى.

– بدأ السلاجقة في مواجهة حسن الصباح عسكريًا، فبعث سلطانهم ملك شاه حملتين، واحدة على قلعة الموت، والثانية على قهستان لكن ميليشيات حسن الصباح تصدت للسلاجقة وبمساعدة الاهالى المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملك شاه.

وفي العموم، اشتهرت فرقة الحشاشين في القرن الـ11 بتنفيذ اغتيالات دموية لشخصيات مهمة، وكان اسمها يثير في نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.

لم يدخر الحشاشون جهداً في اكتساب سمعتهم المرعبة، عبر تناثر قتلاهم في كل مكان ومن كل الطوائف، فقد أرسل الصباح لقتل صديقه القديم نظام الملك ونجح في ذلك، كما قتل الحشاشون أمير حلب الشهير، عماد الدين زنكي، كما قتلوا أباه من قبله آق سنقر، كذلك فقد قتلوا كونراد ملك القدس، ويعتقد المؤرخون أن العملية قد تمت بعد الاتفاق مع ريتشارد قلب الأسد، الذي دفع للحشاشين مقابل اغتيال كونراد.

لم يكتفِ الحشاشون بذلك، بل وصلوا إلى حد اغتيال الخلفاء، ليغتالوا اثنين من الخلفاء العباسيين، وهما الخليفة المسترشد بالله، ثم ولده الخليفة الراشد، بل لم يسلم منهم حتى الخليفة الفاطمي، الآمر بأحكام الله، فقاموا باغتياله كذلك.

لم يسلم من الحشاشين أحد، وقد تمت محاولتان شهيرتان لاغتيال صلاح الدين الأيوبي، يعتقد المؤرخون أنهما كانتا بتحريض من الصالح إسماعيل، وهو أمر غريب، فالصالح هو حفيد عماد الدين زنكي، الذي اغتاله الحشاشون ليستعين هو بهم لاغتيال صلاح الدين، ولكن فشلت المحاولة الأولى وكادت تنجح الثانية، ليصاب صلاح الدين إصابة بسيطة، وتختلف الآراء بعد ذلك، فالبعض يذكر أن صلاح الدين أقام هدنة مع الحشاشين، والبعض يزعم أنهم قد توقفوا عن محاولة اغتياله من تلقاء أنفسهم

.

الحشاشين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى