فنون وحرفيات

حكاية حسبة ام نزيه ( نجحت حيث فشل الرجال )

في بلدة برج رحالهم كما اسماها الرئيس نبيه بري و على يمين الطريق لدى الدخول الى البلدة من مدخلها الغربي عدد من المحلات التجارية بينهم محلات لبيع الخضار والفواكه بإسم حسبة ام نزيه …

خلف المكتب في هذا المحل او هذه الحسبة تجلس صبية جميلة بكل اناقتها وابتساماتها بين صبيين تحتضنهما بكل عطف وحنان  انها السيدة ام نزيه ( غدير قرياني ) من بلدة برج رحال …

بين الفينة والأخرى تقوم ام نزيه لتنظيف المحل او الحسبة كما يحلو لها ان تسميها ، كما تقوم لمساعدة الزبائن والإجابة على استفساراتهم ..

ام نزيه تعشق عملها فهي تستيقظ كل يوم عند الساعة الخامسة صباحا وتستمر في عملها حتى ساعة متأخرة من الليل او حتى يحضر زوجها جعفر زهر الدين من تجواله على اسواق الخضار والفواكه في صور وصيدا وبيروت وغيرها من الأسواق حيث ينتقي النوعية الجيدة والاسعار المناسبة. وعند عودته يأخذ قسطا من الراحة ليحل مكانها لاحقا في الحسبة .

تقول ام نزيه ان زوجها بالأساس كان يمتلك حسبة في مدينة صور واحبت هي ان تشاركه في العمل فافتتحت محلا متواضعا في بلدتها برج رحال (وقال لها الكريم خذي ) فتوسعت اعمالها وزاد رزقها الى ان تمكنت من شراء شاحنة نقل،  فترك ابو نزيه الحسبة وبدأ بالعمل الى جانب زوجته.

تقول ان العمل في هذا المجال متعب وممتع ولكن الدخل المالي الوفير الذي تجنيه ينسيها تعبها ، فهي والحمد لله لا تبخل على نفسها او على بيتها حتى انها استقدمت خادمة لتقوم ببعض الأعمال المنزلية بينما هي تتفرغ في المنزل لتحضير الطعام لأسرتها ، وبلغ من دخلها انها تمكنت في الفترة الأخيرة من شراء شاحنة ثانية ( هينو ) .

لا وقت لدى ام نزيه لتستهلكه على الأعمال الغير مجدية فهي تقوم بنشاطاتها الإجتماعية كسائر النساء ولكن الأهم بالنسبة لها هو العمل .

امتهان تجارة الخضار والفواكه لها اسرارها التي تعلمتها من زوجها ولأجل ذلك هي لا تخسر ابدا ،ومن اهم الأسرار ان لا تترك العمل او صندوق الغلة للعمال حتى لا يسرقوك ، فكثير من الناس سبقوها بهذا المجال وفشلوا او انهم لم يستطيعوا تحقيق نجاحها ، فمنهم من لا يزال على حاله ولم يحالفه النجاح ومنهم من اقفل وترك العمل في هذا المجال .

من اهم الاسرار في هذه المصلحة هي الصدق مع الزبائن وتوجيههم لانتقاء الأفضل ، فتحت نظرنا  احد الزبائن دخل الى الحسبة وسألها عن وضعية البطيخ فأجابته : ما بنصحك فيهن !…

قابلنا تصرفها بدهشة فقالت : هو سألني وأنا لن اغشه ، ولو لم يسألني لما كنت سأجيبه ، فالغش حرام .

لا بضاعة تكسد عند ام نزيه وهي دائما تربح وتحقق ربحها من اول عرض البضاعة وما يتبقى منها وان باعته بسعر قليل الا انها ((ربحانة )) .

العمل في هذه الحسبة لا يعني انها تهمل نفسها او واجباتها المنزلية والإهتمام بطفليها والسهر على متابعة دروسهم وفروضهم اليومية . وحلمها ان تتوسع في عملها وعندما يكبر نجليها ستشجعهما على فتح محلات لبيع الخضار والفواكه ولا سيما منها البضاعة الأجنبية ، وهي حاليا قادرة على فتح اكثر من محل وفي مناطق مختلفة من الجنوب ولكن تفضل التريث لحين هدؤ الوضع الأمني …

لاقت ام نزيه بعض الإنتقادات حين بداية عملها في هذا المجال من رجال ونساء باعتبار ان هذا العمل محصور بالرجال ولم تهتم لذلك وكانت ترد على المنتقدين بأغنية جورج وسوف : كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر …

نصيحة ام نزيه لكل الصبايا والسيدات اللواتي لا يجدن عملا او يعانين من ضائقة مالية ان ينصرفن الى هذا النوع من العمل او غيره من الأعمال فالشغل مش عيب …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى