مقالات

لمن يجرؤ على خلع طائفيته ومذهبيته من قدميه …

مصيرنا لم يعد يحتمل هذا الكم الهائل من التكاذب ، ولا بد ان تقال الحقيقة كما هي دون اية مواربة او تقية ، فمن الحقيقة يمكن ان ننطلق من جديد لنعود لمواكبة الركب الحضاري …

لغتنا التي تجمعنا باتت لغة ثانوية وكتبنا المقدسة سواء اكانت اسلامية او مسيحية نستخدمها لنوطئ للظالمين زعاماتهم سواء اكانوا زعماء زمنيين او دينيين مع ان الله واحد وجوهر الاديان واحد وكلها تقود الى العدالة الإنسانية …

لا زلنا نعيش تبعات الظلم الذي الحقه بعض الصحابة بنبيهم …

كل التخلف والتشرد والتشرذم والمجازر التي ترتكب اليوم يتحمل وزرها جزء من الصحابة الأوائل دون غيرهم لأنهم زرعوا بذرة الخلاف والعصبية الجاهلية بين المسلمين ولا زالت جذوة هذه الخلافات تستعر ولن تهدأ حتى يوم القيامة …

حين منعوا عليا من قيادة الأمة الإسلامية كبلوا الإسلام الفتي بالعصبية القديمة، وحين اغتالوه اغتالو العدالة الإسلامية التي تحتاجها الإنسانية .

فالأمم المتقدمة انما تقاد بالأعلم والأعدل وليس بالعصبيات .

أمتنا ذبحت عبر التاريخ و لا زالت تذبح حتى اليوم وعالمنا العربي والإسلامي اشبه مايكون بمزرعة دواجن خاضعة خانعة ، فحين يمسك الذباح بإحدى الدجاجات تهرب الباقيات الى زوايا القفص ظنا منها انها سلمت من الذبح لتعود يده اليهن الواحدة تلو الأخرى ، وفي نهاية النهار يكون القفص خاليا تماما من كل الدجاجات حتى التي بقت وقاقت وصاحت .

ونحن هكذا من يسلم من السكين اليوم ستطاله في الجولة القادمة …

العربي بات في نظر كثير من الشعوب : احمق ، تافه ، جاهل ، متخلف و لا قيمة له ولا وزن . ويتعاطون معه وفقا للمصالح وليس وفقا لقواعد الند للند ، لذلك لو قتل هذا العربي او دمر وشرد واغتصبت حقوقه فذلك لا يعني شيئا لا بل الكلب والهر وسائر الحيوانات لها جمعيات تعتني بالرفق بها …

رمز العدالة الإنسانية علي بن ابي طالب قال : لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ،و أهل الإنجيل بإنجيلهم ، و أهل الفرقان بفرقانهم ، حتّى ينطق كلّ منها و يقول : إنّ عليّا قضى فيّ بما أنزل اللّه تعالى فيّ .

رحم الله انطون سعادة حين قال : ان في فيكم قوة لو فعلت لغيرت مجرى التاريخ ، والامام موسى الصدر حين قال : انكم يا اخواني الثوار مثل موج البحر متى توقفتم انتهيتم …

فهل من محراب علي نعود و ننطلق من جديد للننفض عنا غبار الجاهلية ونعود أمة لها وزنها بين الأمم ؟

هذا الكلام لمن يجرؤ على خلع طائفيته ومذهبيته من قدميه ويرتقي بفكره نحو الله .

قلم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى