مقالات

الدكتور محمد خليل رضا : التعرّف على هوية جثث المقابر الجماعية في غزة بحاجة إلى أسابيع وربما أكثر من سنة؟! أو سنتين.. مع بعض الملاحظات في العمق؟!

التعرّف على هوية جثث المقابر الجماعية في غزة بحاجة إلى أسابيع وربما أكثر من سنة؟! أو سنتين..

مع بعض الملاحظات في العمق؟!

عندما نشاهد وعلى الفضائيات العالمية المقابر الجماعية المتنقلة ميدانياً وجغرافياً في قطاع غزة البطلة والصامدة والمكتشفة حديثاً وبحسرة ولوعة مع ما تحتوي هذه المقابر من جثث لضحايا مدنيين مظلومين وأبرياء ومن كلا الجنسين ومن أعمار مختلفة أُعدمُوا ميدانياً، وتم اختيار البعض منهم داخل أسرّتهم في مستشفى مُجمّع الشفاء الطبي أو أي مركز طبي وكانوا رحمهم الله مرضى يتعالجون في هذه المستشفيات وغيرها.

 عدّة ملاحظات في العمق لا بد لي لا بل لزاماً عليّ ومن خلال موقعي العلمي المتواضع أن أسلّط الضوء عليها ولو باختصار شديد جداً جداً.

(1) وأتكلم بشكل عام في إطار المقابر الجماعية من زاوية الطب الشرعي وأخواته.

 بالنسبة للبحث لا بل التنقيب على هذه الجثث وما تبقّى منها واستخراجها يتمّ يدوياً وباستعمال أدوات معينة صغيرة لها ألف باءها ومعاييرها في هذا الإطار وضمنها -1- المسطرين “TRUELLE” -2- المسحاة “الملعقة المسطحة” “SPATULA” -3- ومعول صغير بطول حوالي ثلاثين سنتمتر تقريباً “PETITE PIOCHE” -4- وفرشاة صغيرة، وما يشبه مفك براغي “TOURNE-VIS” وغيرها.. تماماً كما يتمّ التعامل مع التنقيب عن الآثار ميدانياً.

(2) يجب عدم استعمال المعدّات والأجهزة الضخمة والكبيرة كالجرافات والبوكلين، والرافعات وأخواتها والمعاول الكبيرة فإنها تضرّ بهيكلية الجثث ويُغيّر من معالمها وشكلها.

(3) يجب تصوير المكان والحفر للمقابر الجماعية كلما نزلنا مسافة معينة وكُشفت معالم الجثث وما تبقّى منها مع ذكر التاريخ واليوم والساعة و…

(4) يجب غربلة التربة حيث مكان الجثث ويطلق على ذلك “TAMISAGE” للتحرّي على وجود أجسام صغيرة وطلقات نارية (ربما أُعدموا بها ميدانياً..)، نقود معدنية، خواتم ومحابس، وحلق، وأساور أسنان ملبّسة ذهب أو فضة أو معدن آخر، وقلادات، وبقايا تذاكر الهوية وبطاقات مختلفة وأوسمة وشارات مختلفة “PINS” مثل دبابيس لها شاراتها ورموزها وأنواعها تساهم في التعرّف على الجثث بنسبة معينة و… وأيضاً وأيضاً يرقات “LARVES” وذباب وحشرات مختلفة لها أهميتها في إطار علم الذباب والحشرات في الطب الشرعي ويطلق عليه “EMTOMOLOGIE MEDICO-LÉGALE” يحدّد زمن الوفاة وله ألف باءه ومعاييره لثمانية نماذج من الذباب يطلق عليها “ESCOUDE” لها شكلها، وحجمها، ولونها و… وربما يكونوا متواجدين في محيط المقابر الجماعية من خلال الفتحات المتواجدة داخل هذه المقابر. وللكشف على عظام صغيرة وراسورات للقلب “STENTS” وغيرها..

(5) هل الجثث مربّطة بأسلاك معدنية أو شرائط وحبال. وهل الملابس مدنية أم عسكرية؟ وهل الأحذية عسكرية أم عادية؟ وهل الأعضاء التناسلية مقطّعة أم موجودة وهل الأظافر موجودة وهل الجثث مقطّعة ومشوّهة ومذبوحة أم الرؤوس موجودة، وهل نجد عنف وتنكيل وتعذيب للضحايا؟ وهل الأسنان مكسّرة وهل.. وهل..

(6) تواجد طواقم الأطباء الشرعيين وفرق علم الأنسنة الطبي الشرعي “ANTROPOLOGIE MEDICO-LÉGALE” ضروري جداً مع معداتهم الميدانية. والمحققين والأمنيين والقضاة.

(7) وعذراً سلفاً هل الهياكل العظمية أو ما تبقّى من العظام المتناثرة في محيط المقبرة أو داخلها عند تحلّل الجثث هي بشرية المصدر؟ أم حيوانية المصدر؟ وماذا عن العمر العظمي “AGE-OSSEUX” لهذه العظام. ومنذ متى دُفنت توجد مواد ملونة وفحوص عديدة تحدّد عمر دفن هذه العظام والجثث وأشلاءها.

(8) إذا أردنا أن نتكلم طب شرعي مسؤول وعلمي ودقيق ومهني بامتياز نلجأ في بعض الحالات إلى التصوير الشعاعي للجثث لأكثر من سبب وسبب (لا داعي لذكرهم اختصاراً مني بالمقالة لكن كتبت شخصياً عنها الكثير).

(9) بالنسبة لفحص الحمض النوّوي “D.N.A” يختلف أخذ العيّنات منها بحسب ظروف كل جثة وعظامها.

 مثلاً إذا وجدنا جثة كاملة واستطراداً تعريف الجثة في لغة الطب الشرعي هي “CRÂNE+POST-CRÂNE” (جمجمة “رأس” “وجه” وباقي الجثة: الصدر، الظهر، البطن، الحوض، الأطراف العليا والسفلى وغيرها..).

 جثة كاملة متكاملة نأخذ عيّنة واحدة لفحص الحمض النوّوي.

 جثة مقطّعة، وأشلاء، ومشوّهة وما تبقى من جثث منها ومجهولة، هنا أخذ العيّنات يكون مدروساً ودقيقاً نأخذ عيّنة واحدة من كل منها وإذا أردنا أن نتكلم طب شرعي علمي ضميري ومهني ووجداني و… نأخذ نموذجين من كلّ عيّنة وإرسالها إلى مختبرات حديثة في الداخل والخارج لمقارنة النتائج.

 إذا عثرنا على هيكل عظمي متكامل مع “أربطته” “LIGAMENTS” و”أوتاره” “TENDONS” متماسكة مفصلياً وثابتة مع باقي العظام المتنوعة بمعنى الهيكل العظمي هو لبقايا جثة واحدة ففي هذه الحالة نأخذ عيّنة من أيّ عظمة لفحص الحمض النوّوي “D.N.A”.

 أما إذا كانت عظام مبعثرة حتى داخل المقابر الجماعية وفي محيطها نأخذ عيّنة من كل عظمة من باب ليطمئن قلبي، لفحص الحمض النوّوي “D.N.A” وهذا عمل شاق وعسير ودقيق ويستغرق أوقات لصدور نتائج الحمض النوّوي.

(10) قد نعثر على رأس مشوّه أو جمجمة محترقة ومتفحّمة ومتحلّلة ومتآكلة ومتعفّنة و… يوجد في الطبّ الشرعي تقنية “إعادة تكوين الوجه” “RECONSTRUCTION FACIALE” لها ألف باءها ومعاييرها في التعرّف على صاحب الرأس أو الوجه، أو الجمجمة ويتم عرضه لاحقاً على وسائل الإعلام للتعرّف عليه، ومعطوفاً على نتائج عيّنات الحمض النوّوي “مسبقاً للتوثيق”.

(11) وعطفاً على الفقرة السابقة المدة الزمنية للتعرّف على صاحب الرأس أو الجمجمة مرهون بطبيعة الرأس بمعنى: (1) مقطّع حديثاً (2) مضى عليه أيام (3) أسابيع (4) أشهر (5) سنوات (6) متفحّم (7) متحلّل (8) محترق (9) متآكل (10) ينبت الحشيش بداخله (11) التربة تغيّر من ملامحه الخارجية (12) والمغطاة بالنفايات (13) وغيرها (14) وغيرها…

(12) واستطراداً توجد عدة نماذج للرأس (الجمجمة) -1- مستطيل -2- مربع -3- كروي -4- دائري -5- معين -6- شبه منحرف -7- وغيرها.

(13) يجب تزويد فرق الطب الشرعي وأخواته بصور فوتوغرافية للضحايا أيّاً يكن تاريخها فقط للتعرّف على شكل الوجه، وطول أو قصر الضحية ولو بصورة نسبية.

(14) أخذ عيّنات من التربة ومن التربة الملتصقة بملابس الضحية، أو أشلاءها، أو ما تبقّى منها أو من التربة حول العظام والهيكل العظمي لأكثر من سبب وسبب. (1) هل الضحايا والجثث والأشلاء كانت مدفونة فعلاً في هذه المقبرة؟ (2) أم تمّ نقلها من مناطق جغرافية “X” إلى منطقة جغرافية “Y”. (3) هل هي عائدة لنفس الضحية. (4) نفحص “PH” التربة حيث وجدت الجثة و”PH” للتربة الملتصقة بالجثة وملابسها وتجويفاتها وفتحاتها..

(15) معاينة الجثة تتمّ في معهد الطب الشرعي “I.M.L” “INSTITUT MEDICO-LÉGALE” وفي قاعات المشرحة التابعة له “AUTOPSIE” مع أخذ رزمة العيّنات وبخاصة من الشّعر.

(16) من المضحك والمبكي أن نتعرّف على هوية هذه الجثة أو تلك وأمام الإعلام وخلال دقائق ومباشرة من خلال “جبيرة” “PLATRE” أو بطاقة هوية مهترئة داخل ملابس الضحية أو أي “INDICE” آخر. فهذه الأمور هي لها أهميتها ومتمّمة للتعرّف النظري على هوية صاحب الجثة ويطلق عليها في لغة الطب الشرعي “IDENTIFICATION VISUELLE” لكن قد يكون صاحب الجبيرة على هذا الطرف أو ذاك (العلوي أو السفلي) هو “X” والجبيرة التي ظهرت على جثة الضحية “Y” والتي كُشفت خلال التنقيب على الجثث واستخراجها من المقابر الجماعية قد وضعت الجبيرة للتوّ وبالتالي تمّ تصفيته ميدانياً وبالرصاص وذلك لتضليل المحقّقين وأهالي الضحايا المرضى الأبرياء المعدومين ميدانياً وحديثاً. وفي نفس المكان التشريحي “ANATOMIQUE” للضحية “Y” وطبق الأصل للضحية “X” (على الركبة، الساق، الفخذ، الذراع، الساعد، اليد اليمنى، أو اليسرى، والقدم اليمنى أو اليسرى وهكذا… فالحذر وارد وبقوة).

(17) وعطفاً على الفقرة السابقة أو مكتوب على الكفن، أو الكيس أو الغطاء أو… اسم فلا ن وهذا ليس قرينة طبية شرعية، قانونية، ورسمية ومهنية، قد يكون هذا الفلان هو لضحية غير اسم الفلان المقصود التعرّف عليه. العيّنات التي تؤخذ من الجثث هي التي تتكلم من زاوية الحمض النوّوي “D.N.A” ليُبنى على الشيء مُقتضاه.

(18) يجب أخذ رزمة من العيّنات من الجثة وأهم شيء من الشعر لأكثر من سبب وسبب (أكرّر ذلك للضرورة القصوى)، وتشريح الجثة وفحص أحشاءها: الكبد، الطحال، الكلية اليمنى واليسرى، القلب، الرئة اليمنى واليسرى والأحشاء الأخرى، والمثانة والأمعاء والمعدة… سليمة؟ أم ممزقة؟ وفي داخل البطن والصدر دم؟ أو أي سائل آخر، وأيضاً هل الأضلاع سليمة وغير مكسّرة ومفتّتة. وهل داخل البطن والصدر رمل وانتزعت الأحشاء في إطار تجارة وبيع الأعضاء البشرية.

(19) واستطراداً عظام جثة كاملة لبالغ هي “206” وعند الولادة “270 عظمة” ونعاين فتحة الدخول “ORIFICE D’ENTREÉ” لطلقة أو لطلقات نارية وكذلك فتحة الخروج “ORIFICE de SORTIE” لها. ونوع الرصاص الظاهر على الصور الشعاعية للجثة وحين استخراج الرصاص [الطلقات النارية] “BALLE” من داخل الجثة حين تشريحها.

(20) يجب التركيز على الرقبة حيث عظمة اللاّمي “OS-HYOIDE” وهذا العظم مهم جداً في الطب الشرعي فأي كسر له أو خلع لقرونه “CORNES” الأمامية أو الخلفية يشير ويدلّل على تعرض الضحية للإعدام؟ أو الخنق؟ أو ضربة “MANCETTE” على الرقبة” أو عصرها (للرقبة) أو تعنيف الضحية أو.. أو..

(21) يجب أن لا نستهتر (ونغفل ونتجاهل و…) تشريح جثث الضحايا والكشف على أحشاءها وداخلها هل هي ممزقة (أكرّر ذلك للضرورة القصوى) نتيجة التعذيب، وربما الدوس و”النطنطة” على هذه الجثة أو تلك. وقد تكون هذه الوسيلة من التعذيب كفزاعة للضحية رقم “2” المقابل للجثة رقم “1” المعنّفة والتي سيتشهد صاحبه خلال ثوانٍ… ويتمّ انتزاع معلومات من صاحب الجثة رقم “2” وقبل تصفيته بنفس الطريقة وهكذا.. (كفزاعة.. وإلاّ فالموت أمامك…).

(22) أو ربما تمّ إعطاءهم مواد سامة، ومنوّمة ومخدّرة ومهلوسة لأكثر من سبب وسبب واهمها نزع معلومات منهم.

(23) أكرّر تشريح الجثة ضروري للإجابة على تعريف الجثة “CRÂNE+POST-CRÂNE”. وهل أمامنا جثة كاملة. أم ما تبقّى من الجثة. وهذا ضروري جداً لكتابته ضمن تقرير الطبيب الشرعي إن وجدُوا في غزة وبكثرة وفي هذه الظروف العصيبة والاستثنائية والميدانية والقاهرة جداً (ولا عيب إن تمّ الطلب من أطباء شرعيين آخرين وطبق الأصول).

 حذاري من بيع أعضاء من الجثث وبخاصة من الجلد، والقلب، والكبد، والكلية، والرئة وغيرها.. (وهذه من حسنات تشريح الجثة والكشف عن محتواها وأخذ العيّنات منها)

(24) يجب على الأطباء الشرعيين الأصليين والحائزين على لقب اختصاص طبيب شرعي من وزارة الصحة بغزة ونقابة الأطباء في غزة أن يكونوا دقيقين في كتابة تقارير الطب الشرعي وحبذا لو تُرفق بصور لها وأيضاً بحضور مندوبين من -1- الصليب الأحمر الدولي -2- منظمة الصحة العالمية “O.M.S” -3- الأونروا -4- اليونيسف -5- بعض الأطباء الأجانب المتواجدين في غزة للمساعدة وكشهود دوليين أتمنى عملهم يكون كذلك للمساعدة وليس من باب “وليّ فيها مآرب أخرى” سورة طه “الآية 18” صدق الله العظيم – قرآن كريم – (أقصد ومن الآخر للتجسس؟ أو حبذا لو يتمّ تصويرهم شعاعياً ربما يكون أحدهم قد بلغ “حبه” تفتح فيديو بالصوت والصورة والموقع وعا المكشوف؟ أو ربما تكون قد زرعوا له وبعلمه شريحة إلكترونية متطورة مزودة بالأقمار الاصطناعية و”G.P.S” وأخواته؟! فالحذر وارد وبقوة. ويجب على المؤمن أن يفعّل الحكمة “المؤمن كيّس الفطن” وما ننغر وننغشّ أنه أشقر وعيون زرق وبيحكي فرنجوي وأسئل سؤالاً آخر هل هو فعلاً طبيب؟ من يعرّف عنه؟ و.. و.. و..

(25) وأيضاً وأيضاً يجب ضم تقارير الأطباء الشرعيين بما فيها الصور لضحايا المقابر الجماعية وغيرها إلى الملف والشكوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا وغيرها ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي (هولندا) بجرم الإبادة الجماعية (والتطهير العرقي و..) لأهالي غزة. ليُبنى على الشيء مقتضاه. وتدعّم فكرة الإبادة الجماعية وعدم احترام دفن الموتى بصورة غير لائقة.

(26) التعرّف على هوية الجثث بحاجة إلى أسابيع وربما أشهر وأكثر من سنة أو سنتين وليس “خبط لزق” خلال دقائق؟.. أتكلم طب شرعي مسؤول وليس التعرّف على الجثث من زاوية شعبية وزحلية وعذراً سلفاً…

(27) يوجد تحدّي و”كباش” علمي طبي شرعي وقانوني ورسمي ومهني للتعرّف ولو بنسبة معينة على هويات الجثث في غزة من زاوية الطب الشرعي وأخواته لأكثر من سبب وسبب. مثلاً: (1) إذا أخذنا عيّنات من الجثث أو الأشلاء أو الهيكل العظمي أو.. أو.. يجب مقارنتها مع عائلات وأهالي وأبناء و.. الضحايا؟ (2) لكن أين هم؟ غير موجودين؟ وربما جثث متحلّلة ومتآكلة و.. تحت الردم والأنقاض؟ (3) وغيرهم تمّ أخذهم أسرى مع الجنود الإسرائيليين لأكثر من سبب وسبب. (4) أو يتمّ الاحتفاظ بهم للتجارب وتجارة الأعضاء البشرية وغيرها.. (5) ولأسباب أخرى.. (6) لا أريد أن أتعمّق أكثر وأتوسع في المقالة التزاماً مني بالاختصار لكن بالمقابل يجب أن لا نخفي جرائم إسرائيل. (7) يجب إقامة مؤتمر طبي شرعي دولي في محيط المقابر الجماعية ووضع كافة الجثث ورفاتها في مقابر جماعية ودفنها مؤقتاً ريثما تضع الحرب أوزارها ونتعرّف ولو بصورة ونسبة معينة وتقنيات حديثة عن هوية كل جثة بجثة..

(28) يجب إحاطة المقبرة الجماعية أو المقابر الجماعية ومراقبتها عبر كاميرات وعن قرب ووضع شارات وأشرطة وعوائق يمنع الاقتراب منها إلاّ لفرق الطب الشرعي وأخواته والمحققين وربما بعض “القضاة”. فقط وعذراً سلفاً رجال الشرطة والإعلاميين الفضوليين (بعضهم الذين يحدّدون هوية هذه الجثة أو تلك أنها للمدعو “X” أو “Y”). وأيضاً وأيضاً الأطباء العاديين وذوي الاختصاص وعذراً سلف منهم لا مكان لهم في المقابر الجماعية نحن بحاجة للنوعية وليس للكمية نريد التعرّف على هويات الجثث إن وفّقنا الله بذلك من زاوية الطب الشرعي وأخواته ومختبراته المتمّمة. ومنع اقتراب الحيوانات والطيور الكاسرة من المقبرة ربما تأخذ أجزاء من الجثث كطعام لها ولصغارها.

(29) يجب حراسة المقابر الجماعية ليلاً ونهاراً وحتى بالإنارة واستطراداً يجب على الجانب الإسرائيلي أخذ العلم بذلك عن طريق القنوات الأخرى (الصليب الأحمر الدولي، منظمة الصحة العالمية “O.M.S” اليونيسف، الأونروا وغيرهم..) وأن لا تقصف هذه المقابر ليلاً أو نهاراً.

(30) الجثث المتواجدة تحت الردم والأنقاض والهدم وبقايا الأبراج السكنية والمربعات السكنية والأحياء وغيرها قد سُوّيت بالأرض ولانتشالها بطريقة علمية وطبية شرعية وقانونية بحاجة إلى أشهر وربما أكثر من سنة. وأتمنى على الأخوة الفلسطينيين أن يوفّروا عمل الجرافات والبوكلين وأخواتها في هكذا ظروف والاستعانة بها عند الضرورة القصوى وإعطاءهم الضوء الأخضر من الطواقم الطبية الشرعية وأخواتها. وحبذا لو يتمّ استدعاء الفريق التشيلي الذي حضر واستطراداً إلى لبنان عند انفجار مرفأ بيروت في 4 آب أغسطس عام “2020” وللاستفادة من خبراته في انتشال الجثث وربما الأحياء تحت الأنقاض والخراب والدمار والهدم عبر كابلات التصوير الميداني وأجهزة أخرى شاهدنا بالصوت والصورة في بيروت في منطقة مار مخايل “الجميزة” المنكوبة والقريبة جداً من موقع الحدث (انفجار أو تفجير مرفأ بيروت).

(31) الاستفادة من الخبرات الدولية في إطار الطب الشرعي واستدعاءهم بعد التأكد منهم أنهم: أولاً أطباء شرعيين حقيقيين. ثانياً وليسوا منتحلي صفة. ثالثاً وليسوا جواسيس. (وعذراً سلفاً لكن ناقل الكفر ليس بكافر) مع إقامة ورش عمل ميدانية ونصب الخيم والاستفادة من المختبرات الميدانية الجوالة، وكذلك ماكنات التصوير الشعاعي اليدوية والصغيرة لكنها تُؤتي أُكُلها في هكذا ظروف. واستطراداً على غرار الكشف على المقابر الجماعية في مجزرة سربنيشا التي حدثت في البوسنة والهرسك (في يوغسلافيا السابقة من الفترة 11 إلى 22 تموز “يوليو” عام 1995 وذهب ضحيتها آلاف الضحايا (8000 أو ربما 12000 ضحية والأرقام غير ثابتة). وأكرّر استدعاء أطباء شرعيين من دول العالم بعد طلب الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” وذلك على هامش مؤتمر لدول “G7” الذي عقد حينها في مدينة “ليون” “LYON” الفرنسية، وطلب حينها الرئيس الأمريكي التعرّف على هوية جميع الجثث وهذا استغرق حوالي سنتين.

(32) الطب الشرعي حالياً في غزة لا أقول مشلول بل معدم على ما يبدو لا توجد مختبرات وأجهزة حديثة لفحص الحمض النوّوي “D.N.A”. وأيضاً وأيضاً لو كان في غزة وأغلب الدول العربية (استطراداً) “البطاقة الوطنية الجينية للحمض النوّوي” “FISCHIER NATIONAL D’EMPREINTE GENETIQUE” لوفّرنا الكثير من الجهد و”النزف” العلمي والوقت الثمين لتحديد هوية كل جثة بجثة علمياً وقانونياً وطبياً شرعياً.

(33) وإذا أردنا أن نتكلم طب شرعي قانوني ومسؤول كما يحدث في دول العالم يجب إعطاء شهادة وفاة “CERTIFICAT de DECÉS” موقّعة من الطبيب الشرعي الذي عاين وشرّح الجثث وأيضاً وأيضاً من مدير مختبر الحمض النوّوي. وهذان الشرطان حالياً ولاحقاً ومستقبلاً وعلى ما يبدو غير متوفرين في غزة.

(34) وبالتالي لحذف اسم الضحية من سجل الأحوال الشخصية باعتباره متوفياً وهذه الوثيقة وشهادة الوفاة الموقّعة من الطبيب الشرعي ومدير مختبرات الحمض النوّوي “D.N.A” كي لا يظهر جناب المرحوم حيّ يرزق ويمشي على قدميه في إحدى دول العالم هنا أهمية شهادة الوفاة من الناحية القانونية والطبية الشرعية.

(35) أتساءل كإنسان أولاً وأخصائي في الطب الشرعي وأخواته ثانياً كيف يُعدم ويدمّر ويقصف، وينبش القبور ويستخرج الجثث والأشلاء وما تبقّى منها الجيش الإسرائيلي سواء في المقابر الجماعية في مجمّع الشفاء الطبي بغزة وأماكن أخرى حيث أعدم ودفن في المقابر الجماعية في باحة مستشفى الشفاء بغزة أكثر من أربعماية مظلوم وشهيد ومريض، وبريء و… من كلا الجنسين ومن كافة الأعمار ويُخرّب الدنيا طالعة نازلة ويجرف المخيمات على رؤوس ساكنيها النازحين الأحياء والأبرياء ويقتل ويذبح، ويجزّر من أجل الوصول إلى أصبع يد أو أصبع لإبهام قدم، أو عظمة، أو أشلاء أو جثث أو ما تبقّى منها للأسرى والمخطوفين الإسرائيليين الذين خطفتهم حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين أول “أكتوبر” 2023 “وربعنا” وعذراً سلفاً في غزة وخلال دقائق يكشف عن المقابر الجماعية ويتعرف على هذه الجثة أو تلك بطريقة غير سليمة وغير علمية وغير طبية شرعية مقارنة بما يفعله الإسرائيلي “ويفلّي” تفلاية كل جثة وأشلاءها في مقابر غزة للتأكد أنها ليست لجنوده وبدون تعليق أكثر؟!

(36) رحم الله جميع الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

الدكتور محمد خليل رضا

 أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).

 أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.

 أخصائي في الطب الشرعي، وتشريح الجثث، وعلم الضحية “VICTIMOLOGIE” والقانون الطبي “DROIT-MEDICAL” والأذى الجسدي “DOMMAGE-CORPORELLE”

 أخصائي في الجراحة العامة “CHIRURGIE GENERALE”

 أخصائي في جراحة الشرايين والأوردة “CHIRURGIE VASCULAIRE”

 أخصائي في علم الجرائم “CRIMINOLOGIE”

 أخصائي في جراحة المنظار “LAPAROSCOPIE”

 أخصائي في “طب الفضاء والطيران” “MEDECINE-AEROSPATIALE”

 أخصائي في أمراض التدخين “TABACOLOGIE”

 أخصائي في أمراض المخدرات والمنشطات “TOXICOMANIE-DOPAGE”

 أخصائي في علم المقذوفات في الطب الشرعي “BALISTIQUE-LESIONELLE”

 أخصائي في التصوير الشعاعي الطبي الشرعي “IMMAGERIE MEDICO-LEGALE”

 كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة: طبية، علمية، طبية شرعية، ثقافية، اجتماعية، توجيهية، وانتقادية، وجريئة، وواقعية ومن دون قفازات وأحياناً تتجاوز وبعقلانية وحيادية ومسؤولية الخطوط الحمر وعا الناعم مع ضبط الإيقاع.. كي لا أشط شططاً؟! كثيراً لكن نعطي معلومات أكيدة، صادقة، قانونية ورسمية وموثوقة ولا غبار عليها مع فلاشات فوسفورية خاصة.. وخاطفة وبرقية وكلمح البصر.. لا بل نزرع لنحصد الحقيقة.. ولو بعد حين.

 مصنّف علمياً (A+++) في الجامعة اللبنانية

 مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية

 وعندي وبكل تواضع اختصاصات أخرى…

 “وقل ربّ زدني علماً” – قرآن كريم – صدق الله العظيم – سورة طه – آية رقم “114”.

 “وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” صدق الله العظيم – قرآن كريم – سورة الإسراء آية رقم “35”.

 “عُلّم الإنسان ما لم يعلم” صدق الله العظيم – قرآن كريم – سورة العلق آية رقم “5”.

 “وخلق الإنسان ضعيفاً” صدق الله العظيم – قرآن كريم – سورة النساء آية رقم “27”.

 “وفوق كل ذي علم عليم” صدق الله العظيم – قرآن كريم – سورة يوسف آية رقم “76”.

 واختصاصات أخرى متنوّعة…

لبنان – بيروت

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى